[center]السيدة صفية بنت حيي بن أخطب ( أم المؤمنين ) رضي الله عنها
كانت فاضلة عاقلة حليمة ذات شرف رفيع ومكانة عالية بين قومها .
فهي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن حبيب بن النضير من سبط هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام .
* ولدت صفية بعد البعثة بثلاث سنوات تقريباً ونشأت وتربت في بني النضير ، فهي بنت زعيم القوم ورئيسهم ،
* تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها ، فتزوجها كنانة بن الربيع .
ذات ليلة رأت في المنام أن الشمس أو القمر قد أقبل من يثرب ثم وقع في حجرها ، وفي الصباح روت منامها لزوجها، فضربها على وجهها ضربة تركت أثراً بجانب عينها ، وقال لها : تحبين أن تكوني زوجةً لهذا الملك الذي يأتي من يثرب ؟ (يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
* لما غزا رسول الله (ص) خيبر في السنة السابعة من الهجرة وانتصر فيها على اليهود وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي (بنت زعيم القوم ) وبنت عم لها وأمر بلالاً أن يذهب بهما إلى رحله .
عرض عليها رسول الله (ص) أمرين تختار أحدهما ،
فقال لها : إن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بأهلك .
فقالت: يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني ، حيث صرت إلى رحالك ، ومالي في اليهودية أرب ، ومالي فيها والد ولا أخ ، وخيرتني بين الكفر والإسلام ، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي .
فأمسكها رسول الله (ص) لنفسه فتزوجها بعد قضاء عدتها حيث مات زوجها وأبوها في تلك الغزوة ،
** ( وصارت صفية أماً للمؤمنين ) **.
=================
ومن أجمل ما يروي عن طبيعة العلاقات بين الزوجات في البيت النبوي ما ذكرته السيدة عائشة عن السيدة صفية رضي الله عنهما فقالت : ما رأيت صانعة طعام مثل صفية ، صنعت لرسول الله (ص) طعاماً وهو في بيتي فارتعدت من شدة الغيرة ، فكسرت الإناء ثم ندمت ، فقلت :يا رسول الله ما كفارة ما صنعت ؟ فقال صلى الله عليه وسلم متبسماً (( إناء مثل الإناء وطعام مثل الطعام )) .
** دخل عليها رسول الله (ص) ذات يوم فوجدها تبكي فقال لها : ما يبكيك يا صفية ؟
قالت : ( إن زوجاتك يتفاخرن عليَ بأنهن من عمومتك ويعيراني بغربتي ، بأني ابنة يهودي ).
فطيب رسول الله خاطرها وقال لها :
(( ألا قلت لهن كيف تكنَّ خيراً مني وأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد رسول الله )) .
عندئذ قرَّت عين صفية وزالت عنها مشاعر الغربة والوحشة التي أحاطت بها .
*** عندما مرض رسول الله المرض الأخير وانتقل إلى بيت السيدة عائشة وكان نساؤه يَعُدنَهُ عندها ،واجتمعن إليه مرة فقالت له السيدة صفية : أما والله لوددت أن الذي بك بي. فغمزت زوجات النبي بأعينهن وأبصرهن رسول الله فقال: (( مضمضن )).
فقلن :من أي شيء يا رسول الله ؟ فقال (( من تغامزكن ، والله إنها لصادقة )) .
********
الحلم والفضل :-
كانت السيدة صفية مشهوداً لها بالحلم والفضل والكرم فروي أن جارية لها أتت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
فقالت له : إن صفية تحب السبت وتصل اليهود .
فبعث إليها عمر فسألها عن ذلك فقالت [ أما السبت فإني لأحبه منذ أبدلني الله به الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأصلها ] .
ثم سألت الجارية : ماحملك على هذا ؟ قالت : الشيطان .
فقالت السيدة صفية لها [ اذهبي فأنت حرة ] .
********
كانت صفية شاعرة فصيحة متقدمة عند العرب القول والفعل ، ومن شعرها وهي ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
ألا يا رسول الله قد كنت رجاءنـا
وكنت بنا براً ولم تك جافيـا
وكنت رحيماً هادياً ومعلمـاً
ليبك عليك اليوم من كان باكيـا
فدى لرسول الله أمي وخالتـي
وعمي وخالي ثم نفسي وماليـا
فلو أن رب الناس أبقى نبينـا
سعدنا ولكن أمره كان ماضيـا
عليك من اللـِّه السلام تحيـة
وأدخلت جنات من العدن راضيـا
********
عمرها :-
عاشت السيدة صفية حتى جاوزت الستين عاماً بعامين، وعندما أحست بدنو الأجل تصدقت بدار كانت لها . وتوفيت رضي الله عنها سنة 52 هجرية ، ودفنت بالبقيع .
رضي الله عنها وأرضاها
موضوع: السيدة صفية بنت حيي بن أخطب ( أم المؤمنين ) رضي الله عنها 
السبت فبراير 27, 2010 6:39 pm
